قصص الخليفة العابد عمر بن الخطاب

قصص الخليفة عمر بن الخطاب

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو الخليفة الثاني وأمير المؤمنين؛ الملقب بالفاروق أو (أبا حفص)؛ وصهر رسول الله صل الله عليه وسلم.


من كبار الصحابة ومن أوائل الداخلين في الإسلام؛ ومن العشرة المبشرين بالجنة. 
اشتهر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بالعدل إبان فترة خلافته وقد روي عنه الكثير من القصص التي تعطي العبرة والعظة لمن يقرأها. 
وسنقوم بسرد بعض هذه القصص في هذه السطور التالية. 

القصة الأولي:

جاء أعرابي إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد قرصه الجوع وبه من الفقر ما به وأنشد قائلا:
يا عمر الخير جزيت الجنه     اكس بنياتي وأمهنه
وكن لنا من الزمان جنه     أقسم بالله لتفعلنه

قال عمر : إن لم أفعل يكون ماذا ؟ قال :

إذا أبا حفص لأذهبنه


قال عمر : إذا ذهبت يكون ماذا ؟ - قال :

تكون عن حالي لتسألنه     يوم تكون الأعطيات هنه
وموقف المسئول بينهنه     إما إلى نار وإما جنه

فلم يملك عمر رضي الله عنه إلا أن زرفت عيناه الدمع حتى ابتلت لحيته؛ ودخل بيته فلم يجد شيئا؛ فما كان إلا أن خلع ردائه وقال:
خذ هذا ليوم تكون الأعطيات منة وموقف المسؤل بينهن إما إلي نار وإما جنة.


القصة الثانية:

اهتزت المدينة بالوافدين من التجار الذين نزلوا المصلى، وامتلأ المكان بالأصوات.
فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضى الله عنهما : هل لك أن نحرسهم الليلة من السرقة؟!
فباتا يحرسان ويصليان فترة من الزمة، فسمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه صوت صبى يبكى، فتوجه نحو الصوت، فقال لأم الصبي: اتقى الله واحسنى إلى صبيك.
ثم عاد حيثما كان فارتفع صراخ الصبى مرة أخرى، فعاد إلى أم الصبي وقال لها مثل ذلك، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان فى أخر الليل سمع بكاء الصبي مرة أخري، فأتى أمه فقال عمر رضى الله عنه فى ضيق: ويحك إنى أراك أم سوء، ومالى أرى إبنك لايقر منذ الليلة؟!
قالت الأم فى حزن وفاقة: ياعبدالله قد ضايقتنى هذه الليلة إنى أدربه على الفطام، فيأبى.
قال عمر رضى الله عنه فى دهشة: ولم؟
قالت الأم فى ضعف: لأن عمر لايفرض إلا للفطيم.
ارتعدت فرائص عمر رضى الله عنه خوفا، وقال فى صوت متعثر: وكم له؟
قالت: كذا وكذا شهراً.
قال عمر رضى الله عنه: ويحك لاتعجليه.
ثم إنصرف فصلى الفجر ومايستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، فلما سلم قال: يابؤساً لعمر! 
كم قتل من أولاد المسلمين؟!

ثم أمر لكل مولود فى الإسلام، وكتب بذلك فى الأفاق.


القصة الثالثة:

لما رجع عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الشام إلى المدينة توجه ليعرف أخبار رعيته فمر بعجوز في خباء لها فقال: ما فعل عمر؟
قالت: أقبل من الشام سالماً.
فقال: ما تقولين فيه؟
قالت: يا هذا، لا جزاه الله عني خيراً.
قال: ولم؟
قالت: لأنه ما أعطاني منذ ولي أمر المسلمين ديناراً ولا درهما.
فقال: وما يدري عمر بحالك وأنت في هذا الموضع؟
فقالت: سبحان الله، والله ما ظننت أحداً يولى على الناس ولا يدري حالهم.
فبكى عمر وقال: واعمراه! كل الناس أفقه منك حتى العجائز يا عمر، ثم قال لها: يا أمة الله بكم تبيعين مظلمتك من عمر فإني أرحمه من النار؟
فقالت: لا تهزأ بنا، يرحمك الله.
فقال عمر: لست أهزأ بك، ولم يزل بها حتى اشترى مظلمتها بخمسة وعشرين دينار.
فبينما هو كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، فقالا: السلام عليك يا أمير المؤمنين، فوضعت العجوز يدها على رأسها وقالت: واسوءتاه! شتمت أمير المؤمنين في وجهه.
فقال لها عمر: لا بأس عليك، يرحمك الله، ثم طلب قطعة جلد يكتب فيها فلم يجد، فقطع قطعة من مرقعته وكتب فيها: ”بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى عمر من فلانة مظلمتها منذ ولي الخلافة إلى يوم كذا بخمسة وعشرين ديناراً، فما تدعي عليه عند وقوفها في الحشر بين يدي الله تعالى فعمر بريء منه، شهد على ذلك علي وابن مسعود”.
ثم دفعها إلى ولده وقال له: إذا أنا مت فاجعلها في كفني ألقى بها ربي.
أحمد صالح

مدون مصري .. أوفر لك معلومات حول التدوين و HTML و CSS و JS ونصائح وحيل وأدوات وقوالب بلوجر لإعداد موقعك وغير ذلك الكثير.

إرسال تعليق

أحدث أقدم